🇪🇬 مصر بين فزّاعة إيران وبرود الخليج: من يدفع الثمن؟
بقلم: Anons V69 – Thought Spark
🧭 المشهد باختصار:
في زيارة عابرة ولكن ثقيلة الوزن، شهدت أمريكا توقيع استثمارات خليجية ضخمة تجاوزت 5 تريليون دولار، امتدت من الطاقة إلى الذكاء الاصطناعي.
كان هذا المشهد كفيلاً بإثارة حالة من السخط والغضب والسخرية في الشارع المصري، تجلّت في تساؤلات مشروعة ظاهريًا، لكنها عاطفية في جوهرها:
"لماذا لا يسدد الخليجيون ديون مصر بدلًا من الاستثمار في أمريكا؟"
ولأن الغضب الشعبي لا ينتظر تفكيكًا منطقيًا، بدأ السخط يتحول إلى اتهامات، وسرعان ما صارت العلاقات المصرية-الخليجية مادةً للغضب اليومي على وسائل التواصل.
🎭 "فزّاعة إيران": رد تكتيكي أم انتحار دبلوماسي؟
في لحظة صمت خبيثة، بدأت القاهرة تفتح خطوطًا ناعمة مع طهران، في تحرك لم يكن معزولًا عن هذا الجو المتوتر.
لكن هذا التحرك لم يكن ناتجًا عن قناعة إيديولوجية، بل رسالة سياسية مزدوجة:
-
للخليج: إذا جفّت أيديكم عنّا، هناك من يمد يده.
-
لأمريكا: لسنا عبيدًا لطرف دون آخر، وقد نلعب بورقة عدوّكم اللدود.
الرسالة واضحة، لكن مفعولها محفوف بالخطر. لأن إيران لا تُعانق، بل تحتضن لتبتلع، والخليج لا ينسى التلويح بسيف طهران.
💸 الخليج.. من المموّل إلى المستثمر
في العقل الخليجي الجديد، لم تعد مصر "الأخت الكبرى" ولا حتى الحليف الاستراتيجي، بل باتت أشبه بـ "شركة فاشلة":
تستهلك الدعم، لا تُحسن الإدارة، وتُكافئ الفشل بمزيد من التبرير لا بالإصلاح.
لذلك، كان التحول واضحًا:
من المنح غير المشروطة إلى الاستثمار عالي العائد المشروط بالحوكمة.
🗣️ الشعب المصري.. هل هو غافل أم مغلوب على أمره؟
هنا مربط الفرس.
الكثير من الشعب يدرك أن مشكلته في الداخل، لا في الخارج.
لكنه بات في حالة يأس وجودي من دولته:
-
لا يرى إصلاحًا حقيقيًا.
-
لا يثق في أرقام الحكومة.
-
لا يشعر أن صوته يسمع، حتى في أقرب لجان الانتخابات.
لذلك، بدأ يصرخ في كل اتجاه:
"يا خليج ساعدونا، يا إيران تقربوا، يا أمريكا أنقذونا"، في لحظة تفكك داخلي غير مسبوق.
🧠 تحليل ختامي:
مصر اليوم ليست على حافة هاوية اقتصادية فقط، بل على حافة فقدان دورها الإقليمي.
فالمنطقة تغيّرت، والمال أصبح مشروطًا، والصداقات تُستبدل بالمصالح.
أما السيسي، فهو يحاول البقاء لاعبًا بورق متآكل، يلوّح بإيران ويغازل الخليج ويهادن الغرب… لكنه يعجز عن إصلاح البيت من الداخل.
✍️ ملخص Thought Spark:
الشعوب لا تفقد الأمل فجأة، بل تُدفع نحوه بالتدريج.
وعندما يبدأ الشعب في مطالبة الخارج بحل أزماته، فاعلم أن الداخل قد أصبح مكانًا للصدى، لا للقرار.#مصر #الخليج #إيران #سياسة_خارجية #ديون #تحليل_سياسي
No comments:
Post a Comment